حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589428 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
23/10/2009

المصدر: الثبات - عدد86
عدد القرّاءالاجمالي : 3405


د.نسيب حطيط



إن التفجير الإرهابي الذي شهدته إيران،والذي أدى إلى مقتل قادة كبار من الحرس الثوري،، يشابه التفجيرات التي أصابت الثورة،بعيد انتصارها،مثل انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي والذي أدى إلى استشهاد رئيس الجمهورية رجائي ورئيس الوزراء باهنر، والشهيد بهشتي رئيس الحزب وأكثرية المنظومة الرسمية للثورة،وما تلاها من اغتيالات طاولت السيد علي الخامنئي، ،وتم الإيعازلبني صدر(رئيس الجمهورية السابق)،والمنظومة السياسية المتحالفة معه،لتحريف الثورة وإسقاطها من الداخل كما يحصل الآن عبر بعض الوجوه التي تدعي (الإصلاح)،وبعد فشل إسقاط الثورة من الداخل،وفراربني صدر بدأت الحرب الأميركية على إيران،بواسطة النظام العراقي بقيادة صدام حسين،ووقوف الدول العربية -ما عدا سوريا -ودول العالم وراء العراق لإسقاط الثورة طوال عشر سنوات ولم تسقط الثورة.

وكأن التاريخ يعيد نفس السيناريو،حيث أن الاضطرابات التي تأججت بعد الانتخابات الرئاسية،قد استهدفت الرأس الديني للثورة المتمثل(بولاية الفقيه) وبعدما استطاعت الثورة استيعاب الاضطرابات،وقطع اليد الخارجية،وحصار الأبواق والأذرع الداخلية،واستعادت ولاية الفقيه زمام المبادرة، انتقلت الحرب إلى الرأس الأمني والعسكري للثورة، الذي يمثله الحرس الثوري.

إن هذا الإنفجار ،يحمل في طياته أهدافا ومعاني مميزه تجعله تفجيرا استثنائيا،ويستدعي الرد عليه بشكل استثنائي، فالمكان يمثل رمزية حساسة ،في النسيج الإيراني حيث يعيش المسلمون السنة،والذي يتحدر بعضهم قوميا إلى( البلوش) وامتداداتها الأفغانية والباكستانية وتجمعهم رابطة القبيلة والعشيرة والقومية، والتي تتجاوز الحسابات السياسية والحدود الجغرافية ،مما يجعل بؤرة التوتر مثلثة الامتدادات(إيران-أفغانستان-باكستان) وتوقد دائرة الصراع السني-الشيعي داخل الجمهورية الإسلامية لإسقاط صفة(الإسلامية)الشاملة عن الجمهورية،وتقزيمها إلى الدولة(الشيعية) وخلخلة الوحدة الداخلية للجمهور العام، مذهبيا وقوميا.

ويتخذ التفجير صفته الاستثنائية أيضا لأنه الطلقة الأميركية الأخيرة في الرأس الأمني والعسكري،الذي يمثله الحرس الثوري، قبل الحرب الشاملة ،حيث أن الانفجار قد أصاب قيادة الصف الأول في الحرس،والظاهر أن الحرب التي يهدد بها الأميركيون والإسرائيليون قد وضعت خططها ،بالتوازي مع إجراء المفاوضات مع إيران،فإذا نجحت الضغوط والقيود الناعمة والدبلوماسية،فتلغى الضربة العسكرية،وهذا ما يسعى إليه الأميركيون والإسرائيليون لخوفهم من الفشل والنتائج غير المتوقعة،و بالتزامن مع المفاوضات يتم تحضير البيئة المناسبة،لإزعاج وإلهاء القيادة الإيرانية والأجهزة الأمنية عبر الوسائل التالية :

- إحداث فتنة سنية –شيعية في الداخل الإيراني.

- توتير العلاقات مع باكستان رسميا وشعبيا.

- إعادة إحياء المعارضة الإصلاحية ( موسوي -خاتمي) لزعزعة القلب السياسي والديني لإيران.

- الحصار الاقتصادي والنفطي

فإذا ما رفضت القيادة الإيرانية،الشروط الأميركية،سواء بالنسبة للملف النووي،أو الملفات السياسية المتعلقة بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان،وفك الارتباط مع سوريا،فإن المحافظين الأميركيين،سواء كانوا بإمرة بوش،أو بإمرة أوباما فإنهم بإمرة اللوبي الصهيوني في أميركا،سيغامرون بالانقضاض العسكري على إيران،لأنهم يعتبرون،أن هزيمة إيران كفيلة بالقضاء على كل محور الممانعة،وساحات المقاومة إقليميا بل دوليا مما يؤدي إلى انفراط حبات العقد المقاوم بالمفرق،بعد ضرب النموذج المتمرد والقادر والذي تمثله إيران.

ولكن السؤال هل تنجح أميركا في سيناريو الحرب القادمة...؟!

إن الجواب الميداني لا يعتمد على العواطف أو التمنيات،بل على الوقائع التاريخية السابقة والحاضرة،فقد أثبتت الثورة الإسلامية،حصانتها وصمودها أمام الضربات القاسية التي تعرضت لها،أمنيا واقتصاديا،طوال العقود الثلاثة الماضية من عمرها،وجعلتها أكثر قوة ومناعة وتحررا على المستوى الاقتصادي والعسكري وحتى العلمي،فالحصار أعطى مردودا إيجابيا للثورة وشعبها وحلفائها،وبالتالي فإن ما يميز الثورة عن محيطها من الأنظمة المتحالفة مع أميركا،أنها لا تعتمد على الشخص الرمز(ملك-رئيس-أمير...)بل تعتمد على نظام المؤسسة المتحركة أفقيا (وغير مركزة)على مستوى الملك أو الأمير أو بطانة الرئيس،أو في العاصمة دون الأطراف ومؤسسة ممتدة الجذور على المستويات الدينية والثقافية والاقتصادية،ولا تعتمد الوراثة كمبرر لاستلام الحكم،ولا القوة العسكرية القاهرة بل القناعة الإرادية للجمهور،ففي المشكلات المفصلية التي تتعرض لها الثورة،لا ينقلب ولا ينقض الجمهور عليها للانتقام،ولالتقاط الفرصة السانحة،كما في أنظمة الإكراه والاستبداد بل يندفع الجمهور للدفاع عن ثورته ومكتسباتها،لأنها تمثل طموحاته وأحلامه،بالإضافة إلى أن الثورة أغلقت وتحاول إغلاق نوافذ الفتنة من خلال التعامل بعدالة مع كل مواطنيها،دون تمييز بين المذاهب والطوائف والمواطنين،والدليل أن زيارة قيادة الحرس الثوري تحمل هدفين هما الوحدة بين المواطنين سنة وشيعة،والانماء لمناطق الأطراف،والتي ثار الاصلاحيون ومن ورائهم شريحة التجار والأغنياء في طهران،ليعلنوا اعتراضهم على توجهات الحكومة والرئاسة الإيرانية،لتنمية الأطراف المحرومة منذ عهد الشاه.

،وكان الحرس الثوري بمؤسساته الإنتاجية والتنموية سباقا إلى إنماء المناطق النائية والمحرومة ولكل المذاهب،لأن الثورة تتعامل مع شعبها على أساس إسلامي وعلى أساس المواطنة وليس على أساس المذهب،بل ومع المحيط والوقائع تدل على ان الجمهورية الإسلامية استضافت ثلاثة ملايين لاجىء أفغاني أثناء الحرب السوفياتية على أفغانستان وأكثرهم من المسلمين السنة وتدعم حركات المقاومة الفلسطينية دون اعتبار للمذهب الذي يعتقده هذا الفصيل او ذاك ، بل على اساس الاخوة الإسلامية والهدف المشترك لرفع الظلم عن المقهورين والمستضعفين ، خلاف بعض الأنظمة التي تنتمي بنفس المذهب وتقفل المعابر عن غزة ،أو بعض الأنظمة التي تمتنع عن الدعم لأن هذه الفصائل اختارت نهج المقاومة وليس نهج الإستسلام .

ولذا فإن محاولة زعزعة نظام الجمهورية الإسلامية في إيران عبر الفتنة المذهبية سيسقط لإنتفاء الوقائع والسلوكيات السياسية للجمهورية مع حركات المقاومة ،فبقدر ما تدعم إيران حزب الله اللبناني الشيعي الإنتماء عقائديا ،فإنها تدعم حركتي حماس والجهاد ذات الإنتماء السني ،فالعنوان العريض للدعم هو عنوان الأخوة الإسلامية ، مساعدة المظلوم على الظالم مهما كان إنتماؤه .

مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by